كتاب أصول الدعوة وطرقها 4 - جامعة المدينة

أيضًا من صفات الملائكة: تنزههم عن الأعراض البشرية، إن الملائكة منزهون عن الأعراض البشرية كالجوع والمرض والأكل والنوم والتعب ... وما إلى ذلك، فقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على ذلك، بدلالة الالتزام؛ إذ أخبر الله تعالى عنهم فقال: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ} (الأنبياء: 20) ولازم ذلك أنهم لا ينامون، ولا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتعبون.
ومن صفات الملائكة أيضًا: خوفهم من الرب -تبارك وتعالى- وقد أثبت ذلك ربنا -سبحانه وتعالى- في كتابه، ومن ذلك قوله سبحانه: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (النحل: 49 - 50) وقد تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (الأنبياء: 28) فهذه الآيات أثبتت الخوف، والإشفاق من الملائكة لرب العزة والجلال سبحانه.
ومن صفاتهم أيضًا: طاعتهم لله -تبارك وتعالى- لا يعصونه بحال من الأحوال، وذلك لقول الله -جل ذكره-: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: من الآية: 6).
ومن صفاتهم أيضًا: حبهم لمن يحب الله -تبارك وتعالى- حبًّا يليق بحالهم، وحسب ذواتهم، وهذا أمر غيبي عنّا، لا نعلمه، ولكن الدليل الشرعي قد دل على أنهم يحبون، ففي حديث الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((إن الله تعالى إذا أحب عبدًا، نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء، إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض)).
أيضًا من صفات الملائكة: أنهم يدعون الله -تبارك وتعالى- ويسألونه، كما قال تعالى عنهم: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِْ} (غافر: 7).

الصفحة 96