كتاب الدفاع عن السنة - جامعة المدينة (بكالوريوس)

المتخصص أن هذا كلام دقيق يلبس الثوب العلمي، هم لم يأتوا به من عند أنفسهم، إنما أتوا به من مصادرنا نحن، كيف جئتم به؟ اعتمادهم على الروايات الشاذة والضعيفة، وغض الطرف وترك الأدلة الصحيحة الثابتة منها.
الكتب التي تكلمت عن الاستشراق وأهله ساقت أمثلة لذلك أنا الآن حين أتكلم عن الخوارج -حتى لن أتكلم عن الغربيين- هل أتكلم عن الخوارج إلا من خلال فكره ما قالوه، ومن خلال مصادرهم، أتكلم عن الشيعة من خلال مصادرهم، ثم أنقد؛ إنما أتكلم من وجهة نظري أنا، فهذا غير إنصاف، هذا ليس اتباعًا للمناهج العلمية، إنما هذا يعني تزييف واتباع للمناهج الخاطئة، إذن يعتمد على روايات ضعيفة شاذة رفضها أبناء الإسلام وفقًا لمقاييسهم العلمية في الحكم على الروايات، لكنهم يجعلونها أساسية ليصلوا بها إلى أغراضهم التي يحاولون الوصول إليها.
أيضًا، تحريف النصوص ونقلها نقلًا مبتورًا خارجًا عن سياقه يخدم فكرتهم، وتجربة يسيرة، وحتى ليست من مستشرقين، من كاتب إسلامي وهو كبير، ألف كتابًا في السيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: إنه لم يعتمد على مصادر السيرة، وعلى مصادر السنة في كتابه، مع أننا نقول: إن مصادرنا في دراسة السيرة هي القرآن الكريم والسنة المطهرة، وكتب السيرة المعتمدة عند علماء التخصص، هو ابتعد عنها، وقال: إنه اتبع المنهج العلمي والمنهج التجريبي، ليكن. لكن حين أراد أن يستدلّ لماذا ترك السنة، فأراد أن يدمِّرها، السنة هذه تأخر تدوينها، يعني: يثير بعض الإشكالات التي يثيرها المستشرقون، لكن محل العجب ماذا قال؟ على سبيل المثال: الإمام النووي -رحمه الله تعالى- شرح مسلمًا، وكتب عدَّة مقدمات دقيقة ونفيسة تُكتب بماء الذهب، كما فعل ابن حجر تمامًا في مقدمته

الصفحة 35