كتاب الدفاع عن السنة - جامعة المدينة (بكالوريوس)

وهكذا، أمور بعيدة عن كثير منهم، فحين يكتبون وحين يدرسون أيضًا ينطلقون من هذه الحقائق المادية الجامدة، التي تقتل الأحاسيس، وتُميت المشاعر، وتُبعد الإنسان عن خالقه، وتجعل الشيطان يسيطر عليه في كل أمر من أموره.
أيضًا: تفسير سلوك المسلمين بما يُناسب الأغراض السابقة، المسلمون يُجاهدون طمعًا في الدنيا، طمعًا في المكاسب، يريدون استعمار الدول، مع أنهم هم الذين فعلوا ذلك، لم يذهب المسلمون أبدًا إلى أرض بنيَّة احتلالها، لم ينقلوا خيرات بلد إلى بلدهم أبدًا، لم يُعاملهم أبناء البلاد المفتوحة كمحتلين بل فرحوا ببقاء المسلمين بينهم بدءًا من الصحابة ومن بعدهم لكنهم يصوِّرون الأمر على عكس ذلك، جاءوا ليستمتعوا بالنساء يعني: ما فيهم نقلوه إلى المسلمين، والمسلمون من هذا براء.
هذه بعض ملامح المنهج الذي اتبعه المستشرقون في دراسة الإسلام بشكلٍ عام، ليس الأمر مقصورًا على التفسير في كلامهم عن الجهاد، في كلامهم عن القرآن، عن الحديث، عن السنة، عن الصحابة، عن المسيرة السياسية للإسلام وأهله، عن الخلفاء، عن البلاد التي فتحوها، هذه الأمور التي ذكرتها عشرة أو أكثر أو أقل، هذا المنهج هو الذي سيطر عليهم في كل دراساتهم المتعلقة بالإسلام وأهله، هذا المنهج سيتضح جليًّا حين نتكلم بشكل تطبيقي، وبشكل عملي حين نرى دراستهم للسنة المطهرة.
نقلًا عن الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي -رحمه الله تعالى- في كتابه (السنة ومكانتها في التشريع)، وهو قد عقد دراسة مهمة للاستشراق ومنهجه، وهو من المصادر التي نعوِّل عليها في هذا البحث وغيره، ويعتمد عليها الباحثون كثيرًا،

الصفحة 39