كتاب الدفاع عن السنة - جامعة المدينة (بكالوريوس)

درس مهم جدًّا، عليه أدلة عملية كثيرة وأدلة وصفية، وأنا أنبّه عليه، وأقف بسرعة عند بعضها؛ لأن هذا أمر يكاد يغيب عن المسلمين الآن، نحن نتعارك لأتفه الأسباب، ما الذي أصابنا؟ لا أدري، هل هناك أخطر من السحر، وهل هناك أخطر من التعرض لمقام النبوة، خير الخلق يفكر بعض الناس في إيذائه، هكذا فعلوا، بنت خير الله بعد الأنبياء وزوج سيد الخلق، يتقوَّلون عليها! وألسنتهم تطيعهم تجري بهذا الهراء الذي يعلمون أنه كذب وافتراء، وبراءتها نزلت من عند الله -تبارك وتعالى- نعم، حدث ووقع فيه البعض، ومع شناعة هذه الجريمة ... نحن نتخاصم مدى الدهر في أقل من ذلك بكثير جدًّا، ويقاطع الأخ أخاه، ويقاطع الوالد ابنه، والابن والده مقاطعةً تامةً، وتتقطع الأرحام، وتفسد العلاقات، ويذهب الوُدّ في أخطاء يسيرة أقل من ذلك بكثير جدًّا.
أيضًا من فوائد الحديث:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استخرجه من البئر وأبْطَلَه، وهذا يدلنا على أن نأخذ بالأسباب، يعني: نحاول في السحر أو في غيره، المرض، نذهب إلى الأطباء، ونتداوى، ونعتقد أن الشفاء بيد الله -عز وجل- السحر نُبْطله، إذا تمكنا من معرفة أسبابه علينا أن نزيلها، ونضيف إلى ذلك الأخذ بالعلاج الناجح الناجع قبل السحر وبعده، وهو التحصّن بالآيات القرآنية، بالأذكار، بالرُّقَى، بالأدعية النبوية المأثورة، بكل ما ورد من أدلة صحيحة، نحن لا ندعو إلى أدلة لم تَرِد بها نصوص صحيحة، إنما هناك أدلة كثيرة صحيحة، مثل قراءة القرآن، رواه مسلم من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: ((اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين -المنيرتين وهما سورة- البقرة وآل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتات أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صوافّ يحاجان عن صاحبهما))،

الصفحة 410