كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

وفي علله، فكأنه (¬1) الإمام السابق لهذا الاصطلاح وعنه أخذ (¬2) البخاري، ويعقوب بن أبي شيبة (¬3) ، وغير واحد، وعن البخاري أخذ الترمذي" (¬4) .
فاستمداد الترمذي لذلك إنما من البخاري، ولكن الترمذي أكثر (¬5) منه (¬6) وأشاد بذكره، وأظهر الاصطلاح فيه، فصار أشهر به من غيره.
وقال ابن الصلاح: " قول الترمذي وغيره: " هذا حديث حسن صحيح " فيه إشكالٌ؛ لأن الحسن قاصرٌ عن الصحيح، ففي الجمع بينهما في حديث واحد، جمع بين نفي ذلك القصور (¬7) وإثباته. قال: وجوابه: أن ذلك راجعٌ إلى الإسناد، فإذا روى الحديث الواحد بإسنادين؛ أحدهما: إسنادٌ حسنٌ، والآخر: إسنادٌ صحيح، استقام أن يقال فيه: أنه حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، أي أنه حسن بالنسبة إلى إسنادٍ، صحيح بالنسبة إلى إسنادٍ آخر. على أنه غير مستنكر أن يكون بعض من قال ذلك أراد بالحسن معناه اللغوي -وهو ما تميل (¬8) إليه النفس ولا يأباه القلب- دون المعنى الاصطلاحي الذي نحن بصدده " (¬9) . انتهى.
وقال ابن دقيق (¬10) في الاقتراح: "يرد [على الجواب
¬_________
= النسائي: " كأنَّ الله خلقه للحديث، عابوا عليه إجابته في المحنة، لكنه تنصّل وتاب، واعتذر بأنه خاف على نفسه " من العاشرة، مات سنة (234 هـ) على الصحيح. التقريب ص (342) ، رقم (4760) .
(¬1) في (ك) ، (ش) : " وكأنه ".
(¬2) في (ك) : " أن ".
(¬3) يعقوب بن أبي شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي العصفوري، أبو يوسف البصري، ثم البغدادي، الثقة، الحافظ الكبير، صاحب المسند (ت: 262 هـ) . الأنساب (4/180) رقم (7186) ، السير (10/324) .
(¬4) النكت على ابن الصلاح (1/426) .
(¬5) أكثرَ، يُكثِر.
(¬6) " فاستمداد الترمذي لذلك إنما هو من البخاري ولكن الترمذي أكثر منه ": ساقطة من (ك) .
(¬7) في (ك) : "التصور".
(¬8) في (ك) : " يميل ".
(¬9) علوم الحديث لابن الصلاح بتحقيق د. نور الدين عتر ص (39) ، والتقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح، للحافظ العراقي ص (58) .
(¬10) محمَّد بن علي بن وهب القشيري، أبو الفتح، تقي الدين ابن دقيق العيد، قال ابن سيد الناس:

الصفحة 12