كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

الأول] (¬1) الأحاديث التي قيل فيها حسنٌ صحيحٌ، مع أنه ليس له إلاَّ مخرجٌ واحدٌ. قال: وفي كلام الترمذي في مواضع يقول: " هذا حديثٌ (¬2) حسنٌ صحيحٌ لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه ". قال: " والذي أقوله في جواب هذا السؤال: أنه لا يشترط في الحسن قيد القصور عن الصحيح، وإنما يجيئه القصور ويفهم ذلك فيه إذا اقتصر على قوله: حسن، فالقصور يأتيه من قيد الاقتصار لا من حيث حقيقته وذاته. وشرح هذا وبيانه: أن ههنا صفاتٍ للرواة تقتضي (¬3) قبول الرواية، ولتلك الصفات درجاتٌ بعضها فوق بعض: كالتيقظ، والحفظ، والإتقان مثلاً.
فوجود الدرجة الدنيا: كالصدق وعدم التهمة (¬4) بالكذب (¬5) ، لا ينافيه وجود ما هو أعلى منه: كالحفظ والإتقان. فإذا وجدت الدرجة العليا وَلَمْ (¬6) يناف ذلك وجود الدنيا: كالحفظ (¬7) مع الصدق، فيصح أن يقال في هذا: إنه حسن باعتبار وجود الصفة الدنيا، وهي الصدق مثلاً، صحيح باعتبار الصفة العليا وهي الحفظ والإتقان، ويلزم على هذا أن يكون كل صحيح حسنًا، ويلتزم ذلك ويؤيده ورود قولهم: هذا حديثٌ حسنٌ في الأحاديث الصحيحة، وهذا موجود في كلام المتقدمين " (¬8) انتهى.
¬_________
= لم أر مثله فيمن رأيتُ، توفي في حادي عشر صفر، سنة اثنتين وسبعمائة. طبقات الشافعية للسبكي (5/115) رقم (1326) ، وطبقات الحفاظ ص (516) رقم (1134) من الطبقة العشرين.
(¬1) هذه العبارة ليست في نص "الاقتراح" ص (198) ، وإنما أدرجها الإمام السيوطي عوضًا عمَّا حذفه من نص الاقتراح. قال ابن دقيق العيد: "وأقول: أما الأول فيرد عليه الأحاديث التي قيل فيها حديث حسن صحيح مع أنه ليس لها إلا مخرج واحد، ووجه واحد".
(¬2) "حديث": ساقطة من "ك".
(¬3) في (ك) : " يقتضي ".
(¬4) في (ك) ش "وعدمه المتهمة".
(¬5) في (ك) : " كالكذب ".
(¬6) في الأصل (لم) : والصواب ما أثبته، والله أعلم.
(¬7) "والإتقان فإذا وجدت الدرجة العليا لم يناف ذلك وجود الدنيا كالحفظ": ساقطة من "ش".
(¬8) الاقتراح في بيان الاصطلاح، لابن دقيق العيد، ص (199، 200) .

الصفحة 13