كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير (¬1) : أصل هذا السؤال غير متجه؛ لأن الجمع بين الحُسْنِ والصحة في حديثٍ واحدٍ رتبةٌ متوسطةٌ بين الصحيح والحسن.
قال: فللقبول ثلاث مراتب: الصحيح أعلاها، والحسن أدناها، والثالثة ما يتشرب من كل منهما، فإن كل ما كان فيه شبه من شيئين لم يَتَمَحَّض لأحدهما، اختص برتبة (¬2) منفردة، كقولهم (¬3) لِلْمُزّ -وهو ما فيه حلاوة وحموضة (¬4) -: هذا حلوٌ حامض، أي: مزٌّ. قال: فعلى هذا يكون ما يقول فيه: " حسن صحيح " أعلى رتبة عنده من الحسن ودون الصحيح، ويكون حكمه على الحديث بالصحة المحضة أقوى من حكمه عليه بالصحة مع الحسن " (¬5) .
قال الحافظ أبو الفضل العراقي (¬6) في نكته على ابن الصلاح: "وهذا الذي قاله ابن كثير تَحكُّمٌ لا دليل عليه، وهو بعيدٌ من فهم كلام الترمذي" (¬7) .
¬_________
(¬1) إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوّ بن درح القرشي، البصري، ثم الدمشقي، أبو الفداء، عماد الدين، حافظ، مؤرخ، فقيه، ولد في قريةٍ من أعمال بصرى الشام، وانتقل مع أخ له إلى دمشق، تناقل الناس تصانيفه في حياته، من كتبه "البداية والنهاية" و"تفسير القرآن العظيم " 10 أجزاء و"الباعث الحثيث في معرفة علوم الحديث" وغيرها، (ت: 774 هـ) . طبقات الحفاظ ص (533) رقم (1161) ، وطبقات المفسرين للداودي (1/111) رقم (103) .
(¬2) في (ك) : " برتبته ".
(¬3) في (ك) : " لقولهم ".
(¬4) "حموضة" ساقطة من (ش) .
(¬5) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ص (36) .
(¬6) عبد الرَّحيم بن الحسين بن عبد الرَّحمن، زين الدين أبو الفضل، حافظ العصر، الإمام الكبير، له مؤلفات في فن الحديث بديعة: كالألفية وشرحها، وتكملة شرح الترمذي لابن سيد الناس، (ت: 806 هـ) . حسن المحاضرة (1/307) رقم (96) ، شذرات الذهب (7/55) رقم (56) .
(¬7) النكت على ابن الصلاح (1/476) .

الصفحة 14