كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

"صحيح" على طريقة من لا يفرق.
قال: ويرد عليه ما أوردناه فيما سبق.
قال: واختار بعض من أدركنا أن اللفظين عنده مترادفان، ويكون إتيانه (¬1) باللفظ الثاني بعد الأول على سبيل التأكيد له. كما يقال: صحيح ثابت، أو جيد قوي، أو غير ذلك.
قال: وهذا قد يقدح فيه القاعدة "أن الحمل على التأسيس خيرٌ من الحمل على التأكيد"؛ (¬2) لأن الأصل عدم التأكيد، لكن قد يندفع القدح بوجود القرينة الدَّالة على ذلك. وقد وجدنا في عبارة غير واحد كالدارقطني (¬3) : هذا حديث صحيح ثابت.
قال: وفي الجملة أقوى الأجوبة ما أجاب به ابن دقيق العيد" (¬4) انتهى كلام الحافظ ابن حجر في النكت.
وقال في شرح النخبة: " إذا جمع الصحيح والحسن في وصف واحد؛ فللتردد الحاصل من المجتهد في الناقل، هل اجتمعت فيه شروط الصحة أو قصر عنها؟ وهذا حيث يحصل منه التفرد بتلك الرواية.
قال: ومحصَّل الجواب: أنَّ تردد أئمة الحديث في حال ناقليه اقتضى للمجتهد أن لا يصفه بأحد الوصفين، فيقال فيه: " حسن " باعتبار وصفه عند قومٍ، "صحيح" باعتبار وصفه عند قومٍ، وغاية ما فيه أنه
¬_________
(¬1) في (ش) : " إثباته ".
(¬2) قاعدة فقهية.
(¬3) علي بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن، الدارقطني، الشافعي، إمام عصره في الحديث، وأول من صنَّف في القراءات وعقد لها أبوابًا ولد بدار القطن -من أحياء بغداد- ورحل إلى مصر، وعاد إلى بغداد فتوفي بها سنة (385) من تصانيفه "السنن" ط و "العلل الواردة في الأحاديث النبوية" ط (1) دار طيبة 1416 هـ و"المجتبى من السنن المأثورة" خ جزء منه في وريقات. وفيات الأعيان (3/298) ، تاريخ بغداد (12/34) .
(¬4) النكت لابن حجر (1/477، 478، 480) .

الصفحة 18