كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

تعلو قلبه، وذلك الران، الذي ذكره الله في القرآن {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) } (¬1) " (¬2) .
وأخرج أحمد، وابن خزيمة (¬3) عن ابن عباس (¬4) -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من الجنة وكان أشد بياضًا من الثلج، وإنما سودته خطايا المشركين " (¬5) فإذا أثرت
¬_________
(¬1) سورة المطففين، الآية: 14 {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) } .
(¬2) الحديث رواه الترمذي بهذا اللفظ: عن أبي هريرة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: " إِنَّ العبدَ إذَا أخْطَأَ خطيئة نُكِّتَتْ في قلبه نُكْتَةٌ سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سُقِلَ قلبه، وإن عاد زيد فيها حتَّى تعلو قلبه، وهو الرَّان الذي ذكر الله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) } [المطففين: 14] "، وقال: هذا حديث حسن صحيح، أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) } الجامع الصحيح (1/404) رقم (3334) . والنسائي في الكبرى: كتاب التفسير، باب (410) (6/509) رقم: (11658) . وفيه: " إنَّ العبد إذا أخطأ خطيئة ... " وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب (2/1418) رقم: (4244) ، وفيه: " إنَّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتة ... صُقِل -بالصاد المهملة- ... "..
الغريب:
1- "نكت" أي أثر قليل كالنقطة، شبه الوسخ في المرآة والسيف. النهاية مادة (نكت) (5/114) .
2- "نزع" أصل النزع الجذب والقلع ومنه نزع الميت روحه، ونزع القوس إذا جذبها. النهاية مادة (نزع) (5/41) .
3- "صقل، وسقل": صقل السيف وسَقَلَه أيضًا صَقْلاً وصِقَالاً، أي جلاَهُ. القاموس المحيط، مادة (صقل) .
4- " الرَّان " وأصل الرين: الطَّبْع والتغطية. ومنه قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي طبع وختم. النهاية (2/291) .
(¬3) محمَّد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر، الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإسلام، أبو بكر السُّلمي النيسابوري الشافعي. قال أبو الحسن الدارقطني: كان ابن خزيمة إمامًا ثبتًا معدوم النظير (ت: 311 هـ) .
السير (11/358) رقم: (2735) . طبقات السبكي (2/84) رقم: (120) .
(¬4) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، يُكنى أبا العباس، الصحابي الجليل ابن عم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (ت: 68 هـ) بالطائف. الاستيعاب (3/66) رقم: (1606) ، الإصابة (6/130) رقم: (4772) .
(¬5) أخرجه النسائي، كتاب مناسك الحج، ذكر الحجر الأسود (5/226) ، وأحمد (3811، 410، 466، 2795، 3046، 3536) ، وابن خزيمة: باب ذكر الدليل على أن الحجر إنما =

الصفحة 32