كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

الحرام، ولما كانت الصلاة تُحرِّم أشياء قيل لأول ذلك وهو التكبير: تحريم" (¬1) . وقال ابن الأثير في النهاية: " كأن المصلي بالتكبير والصلاة صار ممنوعًا من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأفعالها، فقيل للتكبير: تحريم؛ لمنعه المصلي من ذلك، ولهذا سميت: تكبيرة الإحرام، أي: الإحرام بالصلاة " (¬2) . ولما صار المصلي بالتسليم يَحِلُّ له ما حَرُمَ عليه فيها بالتكبير من الكلام والأفعال الخارجة عن كلام الصلاة وأفعالها، كما يَحِل للمحرم بالحج عند الفراغ منه ما كان حرامًا عليه قبلُ.
" وتحليلها التسليم " (¬3) . قال الرافعي: " وقد روى محمد بن أسلم (¬4) في مسنده هذا الحديث بلفظ: " وإحرامها التكبير وإحلالها التسليم ". هذا الحديث أصح شيءٍ في هذا الباب (¬5) .
وقال البزار: " لا نعلمه عن علي إلاَّ من هذا الوجه " (¬6) .
وقال أبو نعيم (¬7) : " تفرد به ابن عقيل عن ابن الحنفية " (¬8) .
وقال العقيلي (¬9) : "في إسناده لين، وهو أصلح من حديث
¬_________
(¬1) عارضة الأحوذي (1/17) .
(¬2) النهاية (1/373) مادة " حرم ".
(¬3) " تحليلها التسليم " بياض في (ش) .
(¬4) محمَّد بن أسلم بن سالم بن يزيد الكندي، أبو الحسن الطوسي. من مصنفاته: " المسند ". قال ابن خزيمة: هو رَباني هذه الأمة، لم تر عيناي مثله (ت: 242 هـ) . السير (10/154) .
(¬5) هذا من قول الترمذي.
(¬6) البحر الزخار (2/237) رقم: (633) .
(¬7) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، الإمام الجليل الحافظ، أبو نعيم الأصبهاني. من مصنفاته: " حلية الأولياء " و"دلائل النبوة" (ت: 430) ، طبقات السبكي (2/355) رقم: (254) ، السير (13/293) رقم: (3919) .
(¬8) الحلية (8/372) .
(¬9) الإمام الحافظ الناقد، أبو جعفر، محمَّد بن عمرو بن موسى بن حمَّاد، العُقَيلي الحجازيُّ.
قال مسلمة بن القاسم: كان العقيليُّ جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيتُ مثله، وكان كثير التصانيف. من مؤلفاته "كتاب الضعفاء" (ت: 322 هـ) . طبقات الحفاظ رقم (784) ، السير =

الصفحة 37