كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

" وهذا مراد الترمذي بقوله: ولا يعرف في هذا الباب إلاَّ حديثٌ عائشة " (¬1) .
¬_________
(¬1) المجموع (2/94) .
6 -[8] " إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط " (¬1) . قال أهل اللغة: أصل الغائط المكان المطمئن كانوا ينتابونه (¬2) للحاجة، فَكَنَّوْا به عن نفس الحدث كراهية لاسمه (¬3) ، ومن عادة العرب التعفف في ألفاظها، واستعمال الكنايات في كلامها، وصون الألسن مما تُصان الأسماع والأبصار عنه.
قلت: وقد اجتمع الأمران في الحديث، فالمراد بالغائط في أوله المكان، وفي آخره الخارج.
قال ابن العربي: " غلب هذا الاسم على الحاجة حتى صار فيها أعرفُ منه في مكانها، وهو أحد قسمي المجاز (¬4) " (¬5) .
" ولكن شرِّقوا وغَرِّبُوا ". قال النووي: "قال العلماء: هذا
¬_________
(¬1) (8) عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا أتيتُمُ الغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبلُوا القِبْلَةَ بغَائِطٍ ولاَ بَوْلٍ، وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أوْ غَرَِّبُوا ". فقَالَ أبو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَاَمَ فَوَجَدْنَا مًرَاحِيضَ قَدْ بُنيَتْ مُسْتَقْبَلَ القِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا وَنَسْتَغْفِرُ اللهَ، الجامع الصحيح (1/13) ، وفي الباب عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، ومعقل بن أبي الهيثم، ويقال: معقل بن أبي معقل، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وسهل بن حنيف. حديث أبي أيوب أحسن شيء في هذا الباب وأصح.
والحديث أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب لا تستقبل القبلة بغائط أو بول، إلاَّ عند البناء جدار أو نحوه ص (53) ، رقم الحديث: (144) . ومسلم كتاب الطهارة، باب الاستطابة ص (161) ، رقم الحديث: (51) . وأبو داود، كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة (1/49) ، الحديث رقم: (9) . والنسائي كتاب الطهارة، النَّهي عن استدبار القبلة عند الحاجة (1/22، 23) . وابن ماجه، كتاب الطهارة وسننها، باب النَّهي عن استقبال القبلة بالغائط والبول (1/115) رقم: (318) .
(¬2) في (ك) : "يتناوبونه"، وفي (ش) : " يأتونه ".
(¬3) في (ك) : " لاسميه ".
(¬4) أي: عقلي، ولفظي.
(¬5) عارضة الأحوذي (1/23) .

الصفحة 43