كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

وهذه عادته فيمن يضعفه، وذكره (¬1) ابن حبان في الثقات (¬2) ، إلاَّ أنَّه قال: لست بالمعتمِد على ما تفرد به، فكأنه لم يوثقه.
وأما رباح فمجهول.
قال ابن القطان: " فالحديث ضعيف جدًا " (¬3) ، وقال البزار: " أبو ثفال مشهور، ورباح وجدته لا نعلمهما رويا إلاَّ هذا الحديث، ولا حدث عن رباح إلاَّ أبو ثفال، فالخبر من جهة النقل لا يثبت ".
وقال أبو بكر بن أبي شيبة (¬4) : ثبت لنا أنَّ النَّبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قاله -يعني بمجموع طرقه، فإنه ورد في ذلك أحاديث تدل على أنَّ له أصلاً (¬5) -.
قال البزار: لكنه مُؤَول، ومعناه أنه لا فضل لوضوءِ مَنْ لم يذْكُرِ اسمَ الله، لا على أنه لا يجوز وضوء من لم يُسَمِّ " (¬6) .
وقال ابن العربي: " قال علماؤنا: إنَّ المراد بهذا الحديث النية، لأنَّ الذكر يضاد النسيان، والشيئان إنما يتضادان بالمحل الواحد، ومحل النسيان القلب فمحل الذكر إذن القلب، فذكر القلب هو النية " (¬7) .
¬_________
(¬1) في (ك) : " وذكر ".
(¬2) (8/157) باب الثاء، ط 1 سنة 1982 م، مطبعة دائرة المعارف الإسلامية الهند.
(¬3) بيان الوهم والأيهام (3/313) وفيه: " وما هو إلا ضعيف جدًا ".
(¬4) (خ م د س ق) هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: إبراهيم بن عثمان أبو بكر بن أبي شيبة، الكوفي صاحب " المصنف " و"المسند" وغيرهما، ثقة، حافظ، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. انظر: التقريب ص (320) رقم (3575) .
(¬5) ما بين الشرطتين من كلام السيوطي.
(¬6) تلخيص الحبير (1/112) رقم (70) .
(¬7) عارضة الأحوذي (1/39) ، وفيها: " فمحل النسيان والذكر متفاوت في القلب، وذكر القلب هو النية ".
17 -[27] " إذا توضأت فانتثر " (¬1) .
¬_________
(¬1) باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق. (27) عن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إذا تَوَضَّأتَ فانْتَثِرْ، وإذَا استَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ". الجامع الصحيح (1/40) . وفي الباب عن عثمان ولَقِيط بن صَبرَة، وابن عباس، والمقْدَام بن مَعْدي كَرِب، ووائل بن حجر، وأبي هريرة. قال أبو عيسى: حديث سلمة بن قيس حديثٌ حسنٌ صحيح.

الصفحة 57