كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

الإنسان ويَشق عليه، والمعنى أن يتوضأ مع البرد الشديد والعلل التي يتأذى معها بمس الماء، ومع إِعْوَازِه والحاجة إلى طلبه والسَّعي في تحصيله أو ابتياعه بالثمن الغالي، وما أشبه [ذلك] (¬1) من الأسباب الشاقة" (¬2) .
" وكثرة الخطى إلى المساجد " قال ابن العربي: " يعني به بُعد الدِّيار " (¬3) .
" وانتظار الصلاة بعد الصلاة " قال ابن العربي: " أراد به وجهين: أحدهما: الجلوس في المسجد، وذلك يتصور عادة في ثلاث صلوات: العصر، المغرب، العشاء، فلا تكون بين العشاء والصبح.
الثاني: تعلق القلب بالصلاة، والاهتمام بها والتأهب لها. وذلك يتصور في الصلوات كلها " (¬4) .
" فذلكم الرباط ". قال ابن العربي: "يعني به تفسير قوله تعالى: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا (¬5) } (¬6) .
وقال في النِّهاية: " الرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو بالحرب، وارتباط الخيل وإعدادها، فشبه به ما ذكر من الأفعال الصالحة والعبادة. وقال القُتَبِيُّ (¬7) : أصل (¬8) المرابطة أن يربط الفريقان خيولَهم في ثغر، كل منهما مُعَدٌّ لصاحبه، فسمى المقام في الثغور رباطًا. ومنه
¬_________
(¬1) " ذلك " ساقطة من الأصل ومثبتة في (ك، ش) .
(¬2) النهاية (4/168) .
(¬3) عارضة الأحوذي (1/60) .
(¬4) المصدر نفسه.
(¬5) سورة آل عمران، آية: 200.
(¬6) عارضة الأحوذي (1/60) .
(¬7) عبد الله بن مسلم بن قٌتَيبة الدينوري، أبو محمَّد، العلامة الكبير. من مصنفاته: " غريب القرآن " و" غريب الحديث " (ت: 276 هـ) . السير (10/625) رقم: (2356) ، وفيات الأعيان (3/42) رقم: (328) .
(¬8) في (ك) : " أهل ".

الصفحة 63