كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: 1-2)

وفي رواية الحاكم: " لَم (¬1) يُنَجِّسهُ شَيء " (¬2) . والتقدير لا يقبل النَّجاسة بل يدفعها (¬3) عن نفسه، ولو كان المعنى أنه يَضْعف عن حمله، لم يكن للتقييد بالقلتين معنى، فإنَّ ما دونهُمَا أولى بذلك.
وقيل: معناه: لا يقبل حكم النجاسة، كما في قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} : (¬4) أي: لم يقبلوا حكمها.
قال ابن العربي: " مدار (¬5) هذا الحديث على مَطْعُونٍ عليه (¬6) (¬7) ، أو مضطربٍ في الرواية، أو موقوف. وحسبك أنَّ الشافعي رواه " عن الوَليد بن كثير وهو إباضي (¬8) . واختلفت رواياته (¬9) فقيل: قلتين أو ثلاثًا " (¬10) .
وروي: أربعون قُلَّة، وروي: أربعون غَرْبًا (¬11) ، وَوُقِفَ على عبد الله بن عمرو، وعلى أبي هريرة. ولقد رام الدارقطني أن يتخلص من رواية هذا الحديث بجُرَيْعَةِ الدَّقَن، فاغتص بها (¬12) ، وعلى كثرة طرقه لم
¬_________
(¬1) " لم " ساقطة من (ك) .
(¬2) المستدرك (1/132) الطبعة القديمة.
(¬3) في (ك) : " يدفنها ".
(¬4) سورة الجمعة، آية: 5.
(¬5) " مدار " ساقطة من (ك) .
(¬6) أي: أحدُ رواته مجروح، والله أعلم.
(¬7) في عارضة الأحوذي (1/74) " عليه ".
(¬8) الوليد بن كثير المخزومي مولاهم المدني، الحافظ، ثقة صدوق، حديثه في الصحاح سمع سعيد بن أبي هندٍ والكبار، (ت: 151 هـ) .
قال أبو داود ثقة، إلاَّ أنه إباضي، وقال ابن سعد: ليس بذاك، وقال ابن معين، ثقة، الميزان (7/139) رقم: (9405) ، السِّيَر (7/52) رقم: (1025) .
(¬9) في (ك، ش) " رواته ".
(¬10) "فقيل قلتين أو ثلاثًا" في عارضة الأحوذي (1/74) .
(¬11) الغرْبُ: اْلدَّلْوُ العظيمة تُتَّخدُ من جِلْدِ ثَوْرٍ، " ج " غروب. الصحاح (1/291) . مادة "غرب"، النهاية مادة " غرب ".
(¬12) وفي حديث عطاء: "قال: قلت للوليد: قال عمر: وددت أني نجوت كفافًا فقال: كذبت، =

الصفحة 69