كتاب قوت المغتذي على جامع الترمذي (اسم الجزء: المقدمة)

ثم قال: " وقال ابن العربي: قال علماؤنا: إنَّ المراد بهذا الحديث النية ".
وكحديث أبي هريرة برقم (50) في قول جبريل عليه الصلاة والسلام: " إذا توضأت فانْتَضِحْ ".
قال شارحه: " قال ابن العربي: اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث على أربعة أقوال: "
وأوردها الحافظ السيوطي جميعًا تنبيهًا على ما استنبطه الفقهاء من أحكام، بل وكذلك ما يستفاد من الحديث من حكمة وسداد في إبعاد ما قد يطرأ من وسواس عند قضاء الحاجة، وهو ما تعم به البلوى، فذكر كلام أبي مسلم المهدي فيما رَوَاه عنه ابن العربي.
قال ابن العربي: " وحدثني أبو مسلم المهدي قال: من الفقه الرائق: الماء يذهب الماء، معناه: أنَّ من استنجى بالأحجار لا يزال البول يرشح فيجد البلل منه، فإذا استعمل الماء نَسَب الخاطِرُ ما يجد من البلل إلى الماء، فارتفع الوسواس ".
وكحديث الفضل بن عياش برقم (385) في قول الترمذي: " عن عبد الله بن نافع بن أبي العمياء " قال شارحه: " ليس له في الكتب إلاَّ هذا الحديث عند الأربعة "، وهذا من اهتمامه بالأفراد، فإنه لا يتجاوزهم حتى يذكرهم، معتمدًا في ذلك خاصة كلام العراقي في شرحه على الترمذي؛ ثم نقل عن العراقي ضبط مفردات الحديث، والتنبيه على ورودها من أكثر من رواية، وبيان أصحها سندًا وأصوبها لغة.
بعد ذلك يأتي إلى الشرح اللغوي فيما ينقله عن صاحب النهاية، مع الإشارة إلى فائدة صرفية يحسن بطالب العلم معرفتها.
ثم يأتي إلى ما يستفاد من الحديث في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " وتُقنع يديك ".
فيذكر لنا قول الخطابي، وابن العربي، والعراقي، والنووي، كلٌ

الصفحة 60