كتاب الأحاديث التي أعل الإمام البخاري متونها بالتناقض
حدثنا أبو معاوية يعني شيبان عن ليث عن عطاء عن عائشة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم والمحجوم».
وهذا سند ضعيف؛ فليث هو ابن أبي سليم قال فيه ابن حجر: صدوق اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك (¬1). وقد اضطرب في هذا الحديث فرواه علي أوجه مختلفة (¬2).
فالحديث لا يصح عن عائشة رضي الله عنها، وإن كان صحيحا من رواية جمع من الصحابة رضي الله عنهم، بل جزم السيوطي بأنه متواتر (¬3)، وكذلك قال غير واحد من الحفاظ (¬4).
5 - وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» (¬5) حديث كريب عن ابن عباس أن امرأة رفعت صبيا لها إلي النبي صلي الله عليه وسلم، فقالت: ألهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر»، وبعد أن ذكر طرق هذا الحديث قال: أخشي أن يكون هذا الحديث مرسلا في الأصل. قال أبو عبد الله (يعني نفسه): وقال أبو ظبيان وأبو السفر عن ابن عباس: «أيما صبي حج ثم أدرك فعليه الحج». وهذا المعروف عن ابن عباس.
وحديث كريب أخرجه مسلم في صحيحه (¬6) قال: حدثني محمد بن المثني حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن إبراهيم بن عقبة عن كريب أن امرأة رفعت صبيا، فقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟ قال: «نعم، ولك أجر».
¬__________
(¬1) تقريب التهذيب: 818.
(¬2) انظر هذه الأوجه في حاشية تحقيق المسند (42/ 138).
(¬3) انظر: الجامع الصغير (1/ 282) ح 1309.
(¬4) انظر: تنقيح التحقيق (2/ 327، 481)، وحاشية تحقيق المسند (14/ 373).
(¬5) (1/ 198).
(¬6) كتاب الحج - باب صحة حج الصبي: 901 ح 3253.