كتاب المغرب في حلى المغرب (اسم الجزء: 1)

.. ذكرى لعهدك كالسهاد ... سرى فبرح بالسليم
مهما ذممت فَمَا زما ... ني فِي زمامك بالذميم
زمن كمألوف الرِّضَا ... ع يشوق ذكرَاهُ الفطيم
ايام اعقد ناظري بذلك المرأي الوسيم
فَأرى الفتوة غضة ... فِي ثوب أَواه حَلِيم
الله يعلم أَن حب ... ك من فُؤَادِي فِي الصميم
وَلَئِن تحمل عَنْك بِي ... جسم فَعَن قلب مُقيم ...

وَله فِي ولادَة القصيدة الَّتِي ضربت فِي الإبداع بِسَهْم وطلعت فِي كل خاطر وَوهم نزعت منزعاً قصر عَنهُ حبيب وَابْن الجهم ... بنتم وبنا فَمَا ابتلت جوانحنا ... شوقاً إِلَيْكُم وَلَا جَفتْ مآقينا
تكَاد حِين تناجيكم ضمائرنا ... يقْضى علينا الأسى لَوْلَا تأسينا
حَالَتْ لفقدكم أيامنا فغدت ... سُودًا وَكَانَت بكم بيضًا ليالينا
إِذْ جَانب الْعَيْش طلق من تألفنا ... ومورد اللَّهْو صَاف من تصافينا
وَإِذ هصرنا غصون الْوَصْل دانية ... قطوفها فجنينا مِنْهُ ماشينا
ليسق عهدكم عهد السرُور فَمَا ... كُنْتُم لأرواحنا إِلَّا رياحينا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم ... حزنا مَعَ الدهم لَا يبْلى ويبلينا
أَن الزَّمَان الَّذِي كُنَّا نسر بِهِ ... أنسا بقربهم قد عَاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الْهوى فدعوا ... بِأَن نغص فَقَالَ الدَّهْر آمينا ...

الصفحة 66