كتاب المغرب في حلى المغرب (اسم الجزء: 1)

وَهُوَ الْمُخَاطب للحضرمي ... لَا خير فِي الصاحب إِن لم يكن ... يَقُود أَو يَنِكحُ أَو يَنكَحُ
فَإِن خلت من صَاحب هَذِه ... فَإِنَّهُ للود لَا يصلحُ ...

فَقَالَ لَهُ حسبي القيادة وقاد لَهُ على مَحْبُوب لَهُ من أَبنَاء الْجند فِي حِكَايَة طَوِيلَة وَحلق أَبُو الصَّبِي شعره وَقَيده وحبسه لما سمع باجتماعه مَعَ ابْن هِشَام فَقَالَ ابْن هِشَام فِي ذَلِك ... طَال ليلِي مذ قصروا ليل شعره ... ورموا بالسرار كَامِل بدره
يَا هِلَال السَّمَاء قبل هلالاً ... قيدوه بِهِ مَخَافَة فره ...

فَلَمَّا سرح قَالَ ... صفح السرَار عَن الْقَمَر ... وبدا وَقد كَانَ استتر
كتب السرُور لناظري ... لما رَآهُ قد ظهر
هَذَا أَمَان للجفو ... ن من المدامع والسهر ...

وسكر لَيْلَة فَخرج والمطر يسح فَرَأى جريه فأعجبه وزين لَهُ السكر الرقاد فِي وسط الطَّرِيق فجَاء أحد العسس فَعرفهُ فَحَمله إِلَى دَاره وجرد ثِيَابه البليلة وَألقى عَلَيْهِ من ثِيَابه وَحمله إِلَى منزله فَلَمَّا أَفَاق أَبُو الْقَاسِم قَالَ ... أَقُول وَقد أوردت نَفسِي مورداً ... أبحت بِهِ مَا شاءه السكر من عرضي
وَقد صرت سداً بِالطَّرِيقِ لسائل ... من الْقطر إِذْ لَا بسط تحتي سوى الأَرْض
وَقد هزني فِي آخر اللَّيْل مُرْسل ... من الله أحياني وَألْحق بِي غمضي
سأثني عَلَيْك الدَّهْر فِي كل محفل ... ومل كل من أوليته نعْمَة يقْضِي
وَلم أدر من ألْقى عَليّ رِدَاءَهُ ... خلا أَنه قد سل عَن ماجد مَحْض ...

الصفحة 76