كتاب المغرب في حلى المغرب (اسم الجزء: 1)

وَقَوله ... أصبيح شيم أم برق بدا ... أم سنا المحبوب أورى زندا
هَب من نعسته منفتلاً ... مسبلاً للكم مرخ للردا
يمسح النعسة من عَيْني رشاً ... صائد فِي كل يَوْم أسدا
قلت هَب لي يَا حَبِيبِي قبْلَة ... تشف من عمك تبريح الصدا
فانثنى يَهْتَز من مَنْكِبه ... قَائِلا لَا ثمَّ أَعْطَانِي اليدا
كلما كلمني قبلته ... فَهُوَ إِمَّا قَالَ قولا رددا
كَاد أَن يرجع من لثمي لَهُ ... وارتشافي الثغر مِنْهُ أدردا
قَالَ لي يلْعَب خذلي طائراً ... فتراني الدَّهْر أَمْشِي فِي الكدا
شربت أعطافه خمر الصِّبَا وثناه الْحسن حَتَّى عربدا
وَإِذا بت بِهِ فِي رَوْضَة ... أغيداً يقرو نباتاً أغيدا
قَامَ فِي اللَّيْل بجيد أتلع ... ينفض اللمة من دمع الندى
أححت من غصتي فِي نهدها ... ثمَّ عضت حر خدي عمدا
فَأَنا الْمَجْرُوح من عضتها ... لَا شفاني الله مِنْهَا أبدا ...
وَمن محاسنة قَوْله ... وَفد فغرت فاها دجى كل زهرَة ... إِلَى كل ضرع للغمامة حافل
وَمَرَّتْ جيوش الزن رهوا كَأَنَّهَا ... عَسَاكِر زنج مذهبات المناصل ...

الصفحة 82