كتاب المغرب في حلى المغرب (اسم الجزء: 1)

.. وخلفت الخضراء فِي غر زهرها ... كلجة بَحر كللت باليعالل
تخال بهَا زهر الْكَوَاكِب نرجساً ... على شط نهر للمجرة سَائل ...

وَمن بدائعه قَوْله فِي صفة برغوث
أسود زنجي وَأَهلي وَحشِي لَيْسَ بوان وَلَا زميل كَأَنَّهُ جُزْء لَا يتَجَزَّأ من ليل وشونيزة وثبتها غريزة أَو نقطة مداد أَو سويداء قلب فَوَائِد شربه عب ومشيه وثب يكمن نَهَاره ويسري ليله يدْرك بطعن مؤلم ويستحل دم كل مُسلم مساور للأساورة يجر ذيله على الْجَبَابِرَة يتكفر بأرفع الثِّيَاب ويهتك ستر كل حجاب وَلَا يحفل ببواب يرد مناهل الْعَيْش العذبة ويصل إِلَى الأحراج الرّطبَة لَا يمْنَع مِنْهُ أَمِير وَلَا ينفع فِيهِ غيرَة غيور شَره مبثوث وَعَهده منكوث وَهَكَذَا كل برغوث
وَقَوله ... وقفنا على جمر من الْمَوْت وَقْفَة ... صلى لظاه دأب قومِي ودابها
إِذا الشَّمْس رامت فِيهِ أكل لحومنا ... جرى جشعاً فَوق الْجِيَاد لُعَابهَا ...

وَقَوله ... وَقَالَت النَّفس لما أَن خلوت بهَا ... أَشْكُو إِلَيْهَا الْهوى خلوا من النعم
حتام أَنْت على الضراء مُضْطَجع ... معرس فِي ديار الظُّلم وَالظُّلم ...

وَقَوله ... ومنتن الرّيح إِن نَاجَيْته أبدا ... كَأَنَّمَا مَاتَ فِي خيشومه فار ...

الصفحة 83