كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء

عمرو ابن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وهو عمرو الأصم وابنه مفروق بن عمرو أحد فرسان بني شيبان وساداتها وذي النباهة فيها وكان هو وأبوه شاعران ومفروق أشعر. وعمرو الأصم القائل:
لما تداعيتم والنقع معتكر ... بالأراقم نادينا بعلوان
علوان شعار بني ربيعة:
فاستلحم الموت من حانت منيته ... من كان فراس قوم غير ثنيان
كم من قناة أصاب الموت قيمها ... فالدمع منها بتهتان وتسنان
قوله في البيت الثاني: غير ثنيان. الثنيان الذي يكون أبوه فارساً وكذلك الشاعر الثنيان الذي يكون أبوه شاعراً وهو شاعر مثل كعب بن زهير وعبد الرحمن بن حسان ورؤبة بن العجاج. ومنه قول النابغة:
فصدّ الشاعر الثنيان عني ... كما جاد الأزب عن الظعان
ومفروق ابنه القائل في أبيات:
ولرب أبطال لقيت بمثلهم ... فسقيتهم كأس الردى وسقيت
وأخ يجيب المستضاف إذا دعا ... والخيل تعثر في الغبار رزيت
فلأطلبن المجد غير مقصر ... إن مت مت وإن حييت حييت
ومنهم الأصم الضبي وهو قيس بن عبد الله أحد بني عبد مناة ابن بكر بن سعد بن ضبة بن أد شاعر كان حرورياً يقول في قصيدة طويلة:
وإنا لخواضون للموت غمرة ... على كل موار رقاق ملاطمه
وإنا لتردى بالأكف رماحنا ... ويبني بها من كل مجد مكارمه

الصفحة 51