كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء

ومنهم الأصم الفزاري وهو الحمم بن زهرة. قال الجمحي: زهرة أمه وهو الحكم بن المقداد بن الحكم بن الصباح أحد بني مخاشن بن عصيم ثم أحد بني زهرة بن قيس بن عمرو بن ثومة بن مخاشن بن لأي بن شمخ بن فزارة، وكان فارساً شاعراً شهد الحرب المعروفة ببنات قين وهو القائل:
إني ابن عمك حقاً غير مؤتشب ... إذا تساقط تحت الراية الورق
فلا يغرنك مني أن ترى رجلاً ... من أهل نجدٍ عليه ثوبه الخلق
معنى قوله: تحت الراية الورق. يريد بالورق الفتيان الشباب وهو مثل قول الشاعر هدبة بن الخشرم:
ترى ورق الفتيان فيهم كأنهم ... دراهم منها جائزان وزائف
والحكم الأصم القائل:
اللؤم أكرم من وبرٍ ووالده ... واللؤم أكرم من وبر وما ولدا
واللؤم داء لوبر يقتلون به ... لا يقتلون بداءٍ غيره أبدا
قوم إذا جر جاني قومهم أمنوا ... من لؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا
ومهم الأصم الباهلي وهو عبد الله بن الحجاج بن كلثوم أحد بني ذبيان بن جئاوة بن معن بن أعصر شاعر خبيث إسلامي له قصائد يهجو فيها الفرزدق وهو القائل:
قتيبة أبطال مساعير بالقنا ... خضارمة عند اللقاء بحور
إذا قمر منهم مضى لسبيله ... بدا قمر يجلو الظلام منير
إذا ما سألت الناس عن خير معشر ... أشار إليهم بالبنان مشير
وقد علمت قيس بن عيلان أنه ... إليهم يصير المجد حيث يصير
وهو القائل في قصيدة:
يسلي المحبين طول النأي بينهم ... ويلتقي طرف أخرى فيأتلف

الصفحة 52