كتاب مصطلح الحديث في كتاب إعلام الموقعين

أما بعد:
من المعلوم أن من ابن قيم الجوزية رحمه الله رحمة واسعة، من العلماء الذين نذروا أنفسهم لحمل راية التوحيد والسنة، وله في ذلك صولات وجولات، وأصدق دليلٍ لمن أراد التحقق مما قلت أن يطالع كتب الرجل، وينظر في علمه.
ومن الفنون التي أتقنها هذا الإمام، وبز فيها أقرانه، علم مصطلح الحديث، الذي يعرض له أثناء تقريره لبعض الأقوال والأحكام.
ومن هذه الكتب التي نجده يقررفيها بعض مسائل علم المصطلح كتابه الماتع "إعلام الموقعين عن رب العالمين "5.
لذا فقد جمعت أقواله رحمه الله في المصطلح في هذا الكتاب خاصة.
و قد كانت الطريقة في استقراء الكتاب جرده من أوله إلى أخره، وكذلك الاستفادة من برامج الحاسوب، وكذلك ما سطرته يراع فضيلة الشيخ د. بكر بن عبد الله أبو زيد -حفظه الله وشفاه - في تقريبه لعلوم ابن القيم.
وقد عنونت لكلام ابن القيم بعناوين من عندي، لتسهيل الوصول إلى الفائدة، وقد اذكر بعض أقوال ابن القيم رحمه الله التي لا دخل لها بمصطلح الحديث كتصحيح حديث أم تضعيفه أو ذكر علة سند ونحو ذلك حتى يفهم الكلام على وجهه، ولكي لا يطول الشرح من قبلي عما كان يتحدث عنه ابن القيم قبل ذلك، وربما أنقل الشاهد المتعلق بالمصطلح واذكر سياق الكلام.
__________
5 أو أعلام الموقعين. كلاهما صحيح.

الصفحة 3