كتاب مصطلح الحديث في كتاب إعلام الموقعين

*في بيان أنواع التلقي عنه - صلى الله عليه وسلم -:
قال ابن القيم -رحمه الله-
"ولما كان التقى عنه صلى الله عليه وآله وسلم على نوعين نوع بوساطة ونوع بغير وساطة وكان التلقي بلا وساطة حظ أصحابه الذين حازوا قصبات السباق واستولوا على الأمد فلا طمع لأحد من الأمة بعدهم في اللحاق ولكن المبرز من اتبع صراطهم المستقيم واقتفى منهاجهم القويم والمتخلف من عدل عن طريقهم ذات اليمين وذات الشمال فذلك المنقطع التائه في بيداء المهالك والضلال فأي خصلة خير لم يسبقوا إليها وأي خطة رشد لم يستولوا عليها"6
*الحديث الصحيح:
وقال -رحمه الله- في معرض كلامه على أصول الإمام أحمد:
"ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عملا ولا رأيا ولا قياسا ولا قول صاحب ولا عدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير من الناس إجماعا ويقدمونه على الحديث الصحيح وقد كذب أحمد من ادعى هذا الإجماع ولم يسغ تقديمه على الحديث الثابت"7.
وقال رحمه الله في معرض سوقه لخلاف العلماء في مسألة القيمة والمثل:
"قال الآخرون أما الحديث الصحيح فعلى الرأس والعين وسمعا له وطاعة ولكن فيما دل عليه وإلا فما لم يدل عليه ولا أريد به فلا ينبغي أن يحمل عليه"8.
العبرة بصحة الحديث، ولو خالف بعد ذلك من خالف سواء كان راوي الحديث أم غيره. قال ابن القيم رحمه الله في تقرير هذا المعنى:
__________
6 1/ 5
7: 1/ 30
8 1/ 324

الصفحة 5