كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي
الاستفهام
أصل الاستفهام الاستخبار بما جاء بمعنى التوقيف والإنكار فأمَّا الإنكار فقوله تعالى. (خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا) والدليل على أنه إنكار قوله تعالى: (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا) وهكذا قوله: (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ) ومثله كثير.
وأما التوقف والتعريف قوله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) وتأويله أنا قد فعلنا ذلك، ولولا ذلك لم يعطف على: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) قوله: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ)؛ لأن (لم) عامله لا يقع على الفعل الماضي.
ومن التقرير قوله عز وجل: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ) وأنزل تعالى قبل ذلك: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ). ثم قال: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ) وجاء على وجه التوبيخ، وذلك أنه لما كان البنون مرغوبا فيهم والبنات مكروهات ونسبوا إلى الخالق ما يكرهون ويحهم فقال: (أمِ اتخَذَ مِما
الصفحة 119
532