كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي
البر
أصله: السعة. ومنه: البر، خلاف البحر. ثم استعمل في الزيادة، فقيل: أبر فلان على فلان، إذا زاد عطية. والجواد المبر: السابق لكل ما سبقه، كأنَّه اتسع لما يتسع له غيره.
وقيل: رجل بار وبر. وفعل بمعنى فاعل معروف. مثل رجل سمح، ويوم قر. ونحوه: رجل ندب، أي: منتدب للأمور. ثم استعمل في القبول، فقيل: بر حجك، أي: قبل، وصدقت وبررت تأكيد للصدق.
وهو في القرآن على أربعة أوجه:
الأول: الصلة، قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا) يعني أن تصلوا القرابة. وقيل: معنى: (أَنْ تَبَرُّوا) أن لا تَبَرُّوا. وقيل: لا يجوز أن يكون حذف لا وإثباتها سواء في شيء في الكلام.
وإنما المعنى أنه نهاهم عن كثرة [الأيمان]، وعن الجرأة على الله، ليكونوا بررة أتقياء، والمعنى: لأن تبروا. وكانوا ربما حلفوا ألا يبروا أقرباءهم، ولا يتكلموا في صلح لأمر معرض لهم. فالذي وتشتمل عليه الآية أمران:
أحدهما: النهي عن أن يجعل يمينه مانعة من البر والتقوى والإصلاح بين الناس، فإذا طلب منه ذلك قال: قد حلفت، والذي ينبغي في هذا أن يفعل ما حلف عليه، ويكفر عن يمينه.
الصفحة 131
532