كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي
أي: في نكاح اليتامى؛ صنف النكاح ودل عليه بقوله: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ). يعني: من هؤلاء اليتامى، ولم يقل: ما طاب لكم منهن؛ لأن لا يظن أن الخطاب مقصور عليهن دون سائر النساء، وأراد أن يبين أن هذا ينبغي أن يستعمل فيهن وفي غيرهن من النساء، وإذا ذكر النساء دخل اليتامى فيهن، وإذا ذكر اليتامى لم يدخل فيه غيرهن.
الثاني: بمعنى: أقرب، قال الله تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى). يعني: الجوع والضر والخوف في الدنيا،: (دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ) في الآخرة وهي النار. هكذا قالوا.
وهو عندنا بمعنى أيسر؛ لأنه جعله مع كبر، وقوله تعالى: (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى). أي: أقرب لا غير.
الثالث: بمعنى: أقل؛ قال الله تعالى: (وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ) أي: أقل.
الرابع: بمعنى: أدون، قال الله تعالى: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ). أي: الأرفع وهو المن والسلوى بالأوضع، هو ما طلبوه من نبات
الصفحة 48
532