كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي
الثالث: طلب المغفرة وهو الأصل، قال: (اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا) والمعنى: سل الله أن يقبل استغفارنا؛ لأنه لا يجوز أن يذنبوا هم ويستغفر لهم غيرهم إلا إذا تابوا، وليس ذلك إلا سؤال قبولهم.
وقوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ). قالوا معناه استغفري زوجك؛ لأنَّهَا كانت مشركة، وكانوا مع الإشراك يحرمون الزنا، ويجوز عندنا - أن يكون أمرها باستغفار الله ذنبها وإن كانت مشركة؛ لأن المشرك يقال له ذلك لأجل شركه ولغير شركه من ذنوبه، وعلى أنه لا يقال: استغفرت إلا الله واستغفرت الرجل ليس بمعروف، وإن كان صحيحا في العربية.
الصفحة 58
532