كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي

الأمر
قد مضى القول في أصله:
وهو في القرآن على سبعة عشر وجها:
الأول: الدِّين، قال اللَّه تعالى: (وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ). يعني دينه، وقوله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ). أي: الدِّين الذي جاء به نبيهم، فنسبته إليهم؛ لأنهم المتعبدون به والمندوبون إليه، والمعنى: أن الله أعلمهم أن أمر الأمة واحد، وأن دينه واحد وهو الإسلام وهم قد تقطعوا واختلفوا.
الثاني: القول، قال اللَّه تعالى: (إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ). قال: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى). أي: يتنازعون القول فيا يريدون العمل عليه؛ لأن مثل ذلك الأمر لا يتنازع وإنما يتنازع القول فيه.
الثالث: وقت الوعيد، قال: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا). أي: حضر وقت وعيدنا، ويجوز أن يكون على ظاهره أي: حتى جاء أمرنا بالعذاب، أي: حتى أمرنا بتعذيبهم.
الرابع: العذاب، قال: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ). أي: وجب العذاب، ويجوز أن يكون قضاء الأمر هاهنا فضل الحساب ووقوف كل فريق على ما له عند الله من الخير والشر. ومثله: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ). أي: وجب العذاب.

الصفحة 71