كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي
وقوله تعالى: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ). يعني: القيامة والإتيان هاهنا بمعنى الدنو كقول الشاعر:
وقيل المنادي أصبح القوم أدلجوا
أي: هنا الإصباح.
ومثله قوله: (وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ).
التاسع: فتح مكة، قال الله تعالى: (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) قالوا: أراد فتح مكة، ويجوز أن يكون المراد ظهور الإسلام وقوة أهله.
العاشر: قتل قريظة وجلاء النضير، قال الله وحده: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ). جاء في التفسير أنه أراد ذلك، ويجوز أن يكون المراد القيامة أيضا، ويجوز أن يكون أراد: اصفحوا عنهم إلى أن يأمركم الله بقتالهم فتنتقموا منهم.
الحادي عشر: بمعنى القضاء، قال الله تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ)، وقال.: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ) أي: يقضي القضاء.
الثاني عشر: الوحي، قال الله: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ) قال أهل التفسير: يعني: الوحي. وقال: (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) يعني: الوحي.
الثالث عشر: بمعنى النصر والسلطان، قال: (هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ). يعني: أن الغلبة لأولياء الله.
الرابع عشر: الذنب، قال الله تعالى: (فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا) أي: جزاء ذنبها.
وأصل الوبال من الطعام الوبل، وهو الوخم الذي لا يمري، وقيل: الوبيل الشديد، وأصله من الكراهة، يقال: استوبلت المنزل إذا كرهته لقلة موافقته لك، قال الله: (فَذَاقُوا
الصفحة 73
532