كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي
الأرض
من الأراضة وهي الخلافة؛ مكان أريض: أي: خليقْ المنبت. وسُمِّيتْ الأرضة أرضة؛ لأنَّهَا تكون في بطن الأرض، وسمي الرعدة أرضا من الأرضة؛ لأنَّهَا إذا وقعت في الخشبة أكلتها فخفت فسميت الرعدة أرضا؛ لأنَّهَا خفة تعتري الإنسان.
وتجمع الأرض أرضين كل غير قياس. وكان الأصل في الأرض أرضة والشاهد أنها تجمع أرضات، مثل: تمرة وتمرات، وأسقطت الأرضة أصلا حتى أنها لا يقال، وأدخلت الواو والنون في الأرضين عوضا من الساقط وإنما أسقطت؛ لأن التمر ينفصل كل واحدة منهما بنفسها، والأرض ليست كذلك، وإنَّمَا هي اسم واحد يجمع أشياء لا ينفصل بعضها من بعض. وقولنا: أرض كقولنا: تمر. اسم للجنس، وربما جمعت على أراض مثل: تمر وأتمار.
وهي في القرآن على تسعة أوجه:
الأول: (أرض الجنة، قال الله تعالى: (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) يعني أرض الجنة، هكذا قيل .. وقيل: إنها أرض الدنيا، ودليل ذلك أن الأرض إذا جاءت مطلقة، فهي الأرض المعروفة لا غير، ولو لم يكن ذلك كذلك، لم يعرف بإطلاق اللفظ شيء.
الثاني: الأرض المقدسة، قال اللَّه تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا). أي: مشارق أرض الشام ومغاربها؛ لأنَّهَا تعلم أن بني إسرائل لم يملكوا أرض فارس ولا أرض خراسان، ومنه قوله
الصفحة 76
532