كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي
الآل
ْأصل الآل من الأول وهو الرجوع، والآل الشخص يوفع في الصحاري للناظر فيراه ليس بشيء، وسمي آلاء؛ لأته يخفى ثم يرجع فيظهر، وبه سمي شخص الرجل آلاه، والأله الشدة من شدائد الدهر؛ لأنَّهَا تذهب ثم ترجع قالت الخنساء:
سأحملُ نَفْسي عَلَى آلَة] فَـ ... إمَّا عَلَيهَا وَإِمَّا لهَا
والآلة: الحالة؛ لأنَّهَا لا تبقى.
والآل ربما جاء بمعنى الأهل، وبينهما فرق يقال: أهل العلم وأهل البلد، ولا يقال: آل العلم وآل البلد، - ويقال: أهل الرجل لأقاربه وهم آله أيضا وآله أتباعه، فكان الآل من جهة القرابة والصحبة، والأهل من جهة النسب والأختصاص.
وقيل: العرب تقول في تصغير آل: أُهيل فهذا يدل على أن أصل الهمزة في (آل) هاء.
وهو في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: بمعنى الأتباع، قال اللَّه تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) يعني: أتباعه، والمعنى: جاءته النذر وجاءكم أيضا، ومثله: (آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) فاكتفى في بذكرهم عن ذكره لدلالته عليه، ومعلوم أنها إذا جاءتهم لأجل كفرهم وهو كافر مثلهم، فقد جاء به وهنا عن الإيجاز المحمود.
الثاني: أهل بيت الرجل، قال اللَّه تعالى: (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ).
الصفحة 84
532