كتاب الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري - معتزلي

الآية
أصل الآية العلامة الثابتة من قولك: تأييت بالمكان إذا أقمت به وثبت فيه: ومن ثم يقال: لأجعلنك آية، أي: علامة، وسُمِّيت الاية من القرآن آية؛ لأنها بمفارقتها كلام البشر علامة على صدق الدعوة، وقيل: الآية جماعة حروف من قولهم: خرج القوم على آيتهم أي: بجماعتهم.
وهي في القرآن على وجهين:
الأول: العبرة، قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) أي: عبرة يعتبر بها، وتكون علامة لصدقه وشاهدا على أن الله تعالى قادر على ما يريده، ويجوز أن يكون قولهم؛ لأجعلنك آية من ذلك أي: عبرة، ومثله: (وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ) ولم يقل: وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين؛ لأن الأمر فيهما يؤول إلى شيء واحد.
الثاني: العلامة، قال: (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) وقوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) وقوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).

الصفحة 91