كتاب أدب النفس

أفلا ترى أنه أمره بتعلم المعرفة، وسماه رأس العلم، فقد كان مسلماً، لأنه سأله أن يعلمه غرائب العلم، وأنه كان أخبر بتلك المعرفة؛ فلما سأله: هل عرفت الرب؟ أجابه عن معرفته، فلما سأله عن الامتحان عما صنع في حقه، انقطع الرجل، فقال ما شاء الله.
وما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حدثنا بذلك صالح بن محمد، قال: حدثنا القاسم العمري، عن عاصم بن عبد الله بن عامر بن ربيعه، عن أبيه: أن رجلاً أثنى على رجل عند عمر رضي اله عنه، فقال: صحبته في سفر؟ فقال:
لا. قال: فأتمنته على شيء؟ قال: لا. قال: ويحك! لعلك رأيته يخفض ويرفع في المسجد.
ومثل ذلك عندنا مثل رجل رأى قوماً لم يعرفهم إلا بالوجوه هكذا، فتعرف أحوالهم، فوصف له رجلا رجلا، فقيل له: أما هذا الواحد فهو عالم لا يوجد له في الدنيا نظير، لتبحره في العلم، فعظم في عينه، وأخذ من قلبه شعبة؛

الصفحة 79