كتاب أدب النفس

ثم قال له: هذا الرجل الآخر غني، لا يوجد له في الغنى نظير، فعظم في عينه، وأخذ من قلبه؛ ثم قيل له: وهذا الآخر كريم، لا يوجد له في الكرم نظير، فعظم في عينه، وأخذ من قلبه؛ وقيل له هذا الآخر صانع الأشياء، لا يوجد له نظير في كل صناعة، فعظم في عينه، وأخذ من قلبه؛ قيل له: وهذا الآخر كفيل، يكفل الأرامل والأيتام، والضعفاء والفقراء، لا يوجد له نظير في رأفته ورحمته، فعظم في عينه، وأخذ بقلبه؛ ثم قيل له هذا الآخر شكور، عارف بالحقوق، إن أتيت أدنى شيء شكرك الكثير، ونشر عليك الجميل، فعظم في عينه، وأخذ من قلبه؛ ثم قيل له: ولهذا مملكة وعز، ومنعة وسلطان، قد ملك المشرق والمغرب، فعظم في عينه، وأخذ من قلبه؛ ثم قيل له: وهذا قوي لا يطاق، له قوة ألف رجل من الرجال، فعظم في عينه، وأخذ من قلبه؛ فكل رجل منهم يوصف بواحدة من هذه الخصال، يأخذ من قلبك شعبة، ويعظم في عينك شأنه، وقبل ذلك لم يكونوا على قلبك هكذا؛

الصفحة 80