كتاب أدب النفس

والملائكة وسائر الخلق، لكي إذا رفع بعضهم فوق بعض في الدرجات، لم ير أحد من خلقه من الملائكة والسموات والأرض وسائر الخلق أحكامه بين عباده إلا جميلاً؛ وابتلاهم بالطاعة، وبالحدود والفرائض، والأمر والنهي، فقال: (ولنبلونهم حتى
نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم). أي يستخرج أسرار ضمائرهم، حتى يكون عذري يوم القيامة قائماً، وأمري ظاهراً، فلا يرى خلقي مني ذلك إلا حسناً جميلاً ومعروفاً؛ فلما علم أنهم يضيعون حدوده وفرائضه، من أجل الشهوات المركبة فيهم، وضعف الإيمان، وقلة اليقين، علم أنه سيكون من هذا الخلق أمور تحدث أسبابها من الهوى والشهوات، وقلة المعرفة بأمور ربه، وضعف اليقين، وزجرهم عن أشياء رحمة منه عليهم، وتعظيماً لهم، لأن من آمن ودخل في ولايته وحزبه صار سعيداً بجنته، فحرم

الصفحة 91