كتاب أدب النفس

وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون). وقال تعالى: (لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين فالحي هو المؤمن، فلما صار قلب هذا العبد منوراً بما رحمه الله، وقسم له في سابق علمه، صار القلب بلا غلاف، وأذن له ربه بالأيمان به، قال تعالى: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله)، فذكر هاهنا الإذن للنفس، ثم ذكر القلب، فقال: (حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم، وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان). فذكر تعالى فعله بالقلب ماذا فعل، وذكر فعل النفس أنها قد آمنت، وبماذا آمنت، فخرج القلب من الغلاف، كسحابة، انقشعت عن شمس، فاستنار، وسمع عن الله تعالى، وابصر الغيب، فصار مجتبي

الصفحة 95