حاملًا، ولا والدًا، ولا مرضعًا، ولا بعد ذلك، ولا ابنه، حتى أنشأ الناس مرة في الحج، فقال رجل من القوم والأب في الرفقة: يا فلان أترى ابنك في الرفقة، أتعرفه إن رأيته؟ قال: لا والله، قال: هذا ابنك. فجبذ بخطامه فانطلق.
فلما قدما لعمر احتجزت أمه بردائها، ثم ارتجزت فقالت:
خلوا إليكم يا عبيدالرحمن ... الحمل حول والفصال حولان
فسمع عمر قولها فقال: «خلوا عنها»، فقصت عليه القصة، فخيَّر الفتى؛ فاختار أمه، فانطلقت به (¬١).
ولأن الصبي هنا أكثر تمييزًا من الصبي الأول؛ انتقل به عمر إلى المرحلة الثانية: الاختيار، فاختار، فأمضى عمر اختياره، وأمام الجميع.
وفي هذا من إشعار الصبي بنفسه واحترام رأيه ما يغني عن التعليق.
جـ- علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:
في زمان علي - رضي الله عنه - تكررت الخصومة نفسها، والذي نقلها هو الصبي الذي وقعت له، فلننظر كيف عامله علي، وهل له من تعليق على معاملة علي له أم لا.
---------------
(¬١) إسناده صحيح إلى ابن عمير، لكنه لم يسمع من عمر: أخرجه عبدالرزاق (١٢٦٠٤، ١٢٦٠٥).