فحالًا إلى حدّ التمام" (¬١).
وقال البيضاوي: "التربية: هي تبليغ الشيء إلى كماله شيئًا فشيئًا" (¬٢).
وعلى ذلك فيمكن تعريف التربية المرادة بالبحث هنا بأنها: عملية بناء الطفل شيئًا فشيئًا، إلى حدِّ التمام والكمال.
وتم اختيار كلمة «بناء»: لأنها تعني البذل والجهد، ووضع الشيء في مكانه، ومتابعة النظر إليه؛ بالرعاية والإصلاح، بعيدًا عن الإهمال.
و «شيئًا فشيئًا»: ليكون على سبيل التدرج، وأن ما يصعب تحقيقه اليوم؛ يمكن أن يتحقَّق غدًا.
و «إلى حد التمام والكمال»: يعني: الحد الذي يصل فيه الطفل إلى أن يتمسك بشرع الله من ذاته، ويحاسب نفسه بنفسه، ويراقبها، ويتابع تربية نفسه بتلاوة القرآن، والتمسك بالشرع الحنيف (¬٣).
---------------
(¬١) الراغب الأصفهاني، «المفردات في غريب القرآن» (ص/ ٣٣٦).
(¬٢) البيضاوي، «أنوار التنزيل وأسرار التأويل» (١/ ٢٨).
(¬٣) محمد نور بن عبدالحفيظ سويد، «منهج التربية النبوية للطفل» (ص/ ٢٧ - ٢٨).