كتاب آداب التربية في تراث الآل والأصحاب

القول الثاني: هم ذريته وأزواجه خاصة.
القول الثالث: هم أتباعه إلى يوم القيامة.
القول الرابع: هم الأتقياء من أمته.
والأرجح من هذه الأقوال -والله أعلم-: القول الأول، لقول زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: «أهل بيته - صلى الله عليه وسلم - من حُرم الصدقة بعده؛ وهم: آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس» (¬١).
ويُضافُ معهم: أزواجه - صلى الله عليه وسلم -، وذلك بدلالة القرآن؛ لقول الله عز وجلَّ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: ٣٣].
فإنها نزلت فيهن، وقرينة السياق في الآيات صريحة في دخولهن؛ إذ الله قال في أولها: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [الأحزاب: ٢٨]، ثم قال في نفس خطابه لهن: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: ٣٣]، وقد أجمع جمهور علماء الأصول على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول، فلا يصح إخراجها بمخصص.
"وإنما دخل الأزواج في الآل تشبيهًا لذلك بالسبب، لأن اتصالهن
---------------
(¬١) «صحيح مسلم» (٢٤٠٨).

الصفحة 40