كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وتبّروا ما علوا تتبيرًا؟
وما الذي سلّط عليهم أنواعَ العقوبات مرة بالقتل (¬١) والسبي (¬٢) وخراب البلاد (¬٣)، ومرّةً بجور الملوك، ومرّةً بمسخهم قردة وخنازير؟ وآخر ذلك أقسم الرب تبارك وتعالى: {لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} [الأعراف: ١٦٧].
قال الإِمام أحمد (¬٤): حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: لما فتحت قبرس (¬٥) فُرِّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض (¬٦)، ورأيت (¬٧) أبا الدرداء جالسًا وحده (¬٨) يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يومِ أعزّ الله فيه الإِسلامَ وأهلَه؟ فقال: ويحك يا جبير، ما أهونَ الخلقَ على الله عَزَّ وَجَلَّ إذا أضاعوا أمره! بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك، تركوا أمرَ الله، فصاروا إلى ما ترى!
---------------
(¬١) س: "الفتك".
(¬٢) ف: "السنين".
(¬٣) ز: "وخراب الديار".
(¬٤) في الزهد (٧٦٢). وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (٢٦٦٠) وابن أبي الدنيا في العقوبات (٢) وأبو نعيم في الحلية (١/ ٢١٦ - ٢١٧) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٧/ ١٨٦) مختصرًا، من طريق خالد بن معدان وعبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه فذكره. وسنده صحيح.
(¬٥) ف: "قبرص".
(¬٦) ف: "على بعض".
(¬٧) ما عدا ف: "رأيت" دون واو العطف.
(¬٨) ف: "وحده جالسًا".