كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
تاجرًا، يتّجر بمال له ولغيره، يضرب به في (¬١) الآفاق، وكان ناسكًا ورِعًا. فخرج مرةً، فلقيه لصّ مقنَّع في السلاح، فقال له: ضَعْ ما معك، فإني قاتلك. قال: ما تريد إلى دمي؟ شأنك بالمال. قال: أما المال فلي، ولست أريد إلا دمك. قال (¬٢): أمّا إذ (¬٣) أبيتَ، فذرني أصلي أربع ركعات. قال صلِّ ما بدا لك. فتوضأ، ثم صلّى (¬٤) أربع ركعات. فكان (¬٥) من دعائه في آخر سجدة أن قال: يا ودود (¬٦)، يا ذا العرش المجيد، يا فعالُ (¬٧) لما يريد، أسألك بعزّك الذي لا يُرام، ومُلكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركانَ عرشك: أن تكفيَني (¬٨) شرَّ هذا اللصّ. يا مغيثُ أغِثنْي، يا مغيثُ أغِثْني (¬٩) ثلاث مرات. فإذا هو بفارس قد أقبل، بيده حَرْبة، قد وضعها بين أذنَي فرسِه. فلمّا بصُر به اللصُّ أقبل نحوَه، فطعنه، فقتله. ثم أقبل إليه، فقال: قم، فقال: من أنت، بأبي أنت (¬١٠) وأمّي؟ فقد أغاثني الله بك اليوم. فقال: أنا ملَك من أهل السماء الرابعة، دعوتَ بدعائك الأول، فسمعتُ لأبواب السماء قعقعةً، ثم
---------------
(¬١) "في "ساقط من ف.
(¬٢) ف: "فقال".
(¬٣) س، ل: "إذا".
(¬٤) ف: "وصلّى".
(¬٥) س: "وكان".
(¬٦) س، ل: "يا ودود، يا ودود".
(¬٧) س، ز: "فعالًا".
(¬٨) س: "تكفّني"، وفي الحاشية أشير إلى هذه النسخة.
(¬٩) كذا في س، ز. وفي ف ورد "يا مغيث أغثني" مرة واحدة، وفي ل ثلاث مرات.
(¬١٠) "أنت" ساقط من ف.