كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
لو لم تُرِدْ نيلَ ما أرجو وأطلُبه ... مِن جودِ كفّك ما عوّدتَني الطلَبا (¬١)
فمَن أُلهِمَ الدعاءَ فقد أريد به الإجابة، فإنّ الله سبحانه يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: ١٨٦].
وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يسأل الله يغضَبْ عليه" (¬٢).
وهذا يدل على أنّ رضاه في سؤاله وطاعته. وإذا رضي الربّ تبارك وتعالى فكلّ (¬٣) خير في رضاه، كما أنّ كل بلاءً ومصيبة في غضبه.
وقد ذكر الإِمام أحمد في كتاب الزهد (¬٤) أثرًا (¬٣): "أنا الله، لا إله إلا أنا، إذا رضيتُ باركتُ، وليس لبركتي منتهى (¬٦). وإذا غضبتُ لعنتُ، ولعنتي تبلغ السابع من الولد".
وقد (¬٧) دل العقل والنقل والفطر وتجارب الأمم -على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها- على أنّ التقرب إلى ربّ العالمين وطلب مرضاته، والبرّ والإحسان إلى خلقه، من أعظم الأسباب الجالبة لكل
---------------
(¬١) س، ل: "كفّيك". وذكره المؤلف في المدارج (٣/ ١٠٣)، وفيه:"بذل ما أرجو".
(¬٢) تقدم تخريجه في ص (١٣).
(¬٣) س، ز: "وكل"، خطأ.
(¬٤) برقم (٢٨٩)، وسنده صحيح إلى وهب بن منبه.
(¬٣) "أثرًا" ساقط من س.
(¬٦) س: "عن منتهى"، خطأ.
(¬٧) ز: "ولقد".