كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)

المعاصي والظلم والإجرام تمنعه (¬١) من حسن الظن بربه. وهذا موجود في الشاهد، فإنّ العبد الآبق المسيء (¬٢) الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به (¬٣).
ولا يجامع وحشةَ الإساءة إحسانُ الظنّ (¬٤) أبدًا، فإنّ المسيء مستوحش بقدر إساءته. وأحسنُ الناس ظنًّا بربّه أطوعُهم له، كما قال الحسن البصري: إنّ المؤمن أحسن الظنَّ بربّه، فأحسن العمل. وإنّ الفاجر أساء الظنَّ بربّه، فأساء العمل (¬٥).
وكيف يكون محسنَ الظن (¬٦) بربه من هو شارد عنه، حالّ مرتحل في مساخطه وما يغضبه (¬٧)، متعرض (¬٨) للعنته، قد هان حقّه وأمره عليه فأضاعه، وهان نهيه عليه فارتكبه، وأصرَّ عليه!
وكيف يحسن الظن به (¬٩) من بارزه بالمحاربة، وعادى أولياءه، ووالى أعداءه، وجحد صفات كماله، وأساء الظن بما وصف به نفسه
---------------
(¬١) ل، ز، خا: "يمنعه".
(¬٢) ف: "المسيء الآبق".
(¬٣) "به" ساقط من س.
(¬٤) "الظنّ" ساقط من س، وفيها: "تجامع".
(¬٥) أخرجه أحمد في الزهد (١٦٥٢) من طريق سفيان عن رجل عن الحسن، فذكره. ورواه مخلد بن الحسين عن هشام عن الحسن، فذكره. أخرجه أبو نعيم في الحلية (٢/ ١٤٤) وعليه فالأثر لا بأس به.
(¬٦) ف: "حسن الظن". ز: "يحسن الظن".
(¬٧) ف، ب: "يبغضه".
(¬٨) س: "يتعرض"، وأشير في الحاشية إلى ما في غيرها.
(¬٩) ز: "بربّه".

الصفحة 45