كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 5)

يهل بعمرة فليهل. قالت عائشة - رضي الله عنها - : فأهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحج، وأهل به ناس معه، وأهل ناس بالعمرة والحج، وأهل ناس بعمرة، وكنت فيمن أهل بالعمرة" هذا لفظ مسلم في صحيحه. وهو لا يحتمل غير الإِفراد بحال؛ لأنها ذكرت القرآن، والتمتع، والإِفراد، وصرحت بأنه - صلى الله عليه وسلم - أهل بالحج، فدل على أنها لا تريد القرآن ولا غيره.
وفي رواية عنها في الصحيح قالت: "خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا نرى إلَّا الحج"، وفي رواية عنها في الصحيح أيضًا، "ولا نذكر إلَّا الحج"، وفي رواية عنها في الصحيح أيضًا: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرد الحج"، وفي رواية عنها - رضي الله عنها - في الصحيح: "ولا نرى إلَّا أنه الحج". كل هذه الألفاظ في صحيح مسلم. وبعضها في البخاري.
وأما حديث جابر فقد روى عنه عطاء قال: حدثني جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : "أنه حج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم ساق البدن معه، وقد أهلوا بالحج مفردًا ... " الحديث. هذا لفظ البخاري ومسلم، وفي رواية عنه - رضي الله عنه - في الصحيح: "قدمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نقول: لبيك اللَّهمَّ لبيك بالحج". هذا لفظ البخاري، ومسلم أيضًا وفي رواية في الصحيح عن عطاء: حدثني جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل وأصحابه بالحج ... " الحديث، هذا لفظ البخاري في صحيحه. وفي حديثه أعني جابرًا - رضي الله عنهما - الطويل المشهور في صحيح مسلم الذي بين فيه حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل بيان، وساقها أحسن سياقة من أولها إلى آخرها، وقد دلَّ ذلك على ضبطه لها، وحفظه، وإتقانه ما نصه: قال جابر - رضي الله عنه - : "لسنا

الصفحة 137