كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 5)
تَهْجُرُونَ (٦٧)} أي: سامرين، وقوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِنْهُمْ} أي: بينهم، وقوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)} أي: رفقاء، وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} أي: مجنبين، أو أجنابًا، وقوله تعالى {وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (٤)} أي: مظاهرون، ومن أمثلة ذلك مع التنكير في كلام العرب قول عقيل بن علفة المري:
وكان بَنُو فزارَة شَرَّ عمٍّ ... وكنتُ لهم كشرّ بني الأخِينَا
يعني شر أعمام، وقول قعنب بن أم صاحب:
ما بال قوم صديق ثم ليس لهم ... دين وليس لهم عقل إذا ائتمنوا
يعني ما بال قوم أصدقاء، وقول جرير:
نصبن الهوى ثم ارتمين قلوبنا ... بأعين أعداء وهن صديق
يعني صديقات، وقول الآخر:
لعمري لئن كنتم على النأي والنوى ... بكم مثل ما بي إنكم لصديق
وقول الآخر:
يا عاذلاتي لا تزدن ملامة ... إن العواذل ليس لي بأمير
أي: لسن لي بأمراء.
ومن أمثلته في القرآن واللفظ مضاف قوله تعالى: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} أي: أصدقائكم، وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي: أوامره، وقوله: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} أي: نعم الله، وقوله: {إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيفِي} الآية، أي: أضيافي، ونظير ذلك من كلام العرب قول علقمة بن عبدة التميمي:
بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض، وأما جلدها فصليب