كتاب أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 7)

وعن الحسن أيضًا: أن ص بمعنى حادث، وهو قريب من الأول.
وقراءة ص بكسر الدال غير منونة: مروية عن أبي بن كعب، والحسن وابن أبي إسحاق وأبي السمال وابن أبي عبلة ونصر بن عاصم.
والأظهر في هذه القراءة الشاذة، أن كسر الدال سببه التخفيف؛ لالتقاء الساكنين، وهو حرف هجاء لا فعل أمر من صادى.
وفي رواية عن ابن أبي إسحاق، أنه قرأ {ص} بكسر الدال مع التنوين على أنه مجرور بحرف قسم محذوف، وهو كما ترى، فسقوطه ظاهر.
وكذلك قراءة من قرأ {ص} بفتح القال من غير تنوين، فهي قراءة شاذة والتفاسير المبنية عليها ساقطة.
كقول من قال: صاد محمد قلوب الناس واستمالهم حتى آمنوا به، وقول من قال: هو منصوب على الإغراء. أي الزموا صاد، أي هذه السورة، وقول من قال: معناه اتل، وقول من قال: إنه منصوب بنزع الخافض، الذي هو حرف القسم المحذوف.
وأقرب الأقوال - على هذه القراءة الشاذة -: أن الدال فتحت تخفيفًا لالتقاء الساكنين، واختير فيها الفتح إتْباعًا للصاد، ولأن الفتح أخف الحركات، وهذه القراءة المذكورة قراءة عيسى بن عمر، وتروى عن محبوب عن أبي عمر.
وكذلك قراءة من قرأ صاد بضم الدال من غير تنوين، على أنه

الصفحة 6