كتاب آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (اسم الجزء: 3)

وإن رام جدًا فهو صور مجلجل ... رهيب يقيم الهازلين ويقعد
وإن رام مزحًا فهو للقلب بلسم ... من الهم شاف للشقاء مبدد
وإن رام إرهاف الشعور بفنه ... فعود به يشدى ولحن يردد
لقد كان للفصحى أباها وأمها ... ومرجعها إن ندّ أو شذ مغرد
وكان صديقًا لابن باديس مخلصًا ... وصاحب شوراه الذي لايفنَّد
وقام جديرًا بالرئاسة بعده ... قديرًا عليها فضله ليس يجحد
فيا لهما من فرقدين بأفقنا ... أنارا وغارا فرقد ثم فرقد
سلام على الأعلام ما طاب ذكرهم ... وآثارهم في العلم والعلم يخلد
لقد زرعوا زرعًا فأخرج شطأه ... كأخصب محصول لمن هب يحصد
وأبقوه للأجيال ذخرًا مباركًا ... وزادًا من الذكرى لمن يتزود
وأقبل جيل بعدهم غرس ثورة ... عصامية يرجو النمو ويَنشُد
ويبني على أرض الجزائر أمة ... مثالية في وعيها ويشيّد
شباب تبارى دارسًا ومدرسا ... بميدان مجد أيهم فيه أمجد
يشد على الفصحى يدًا ويمدها ... يدا باللغات النافعات ويسند
فيا فتية الجيل الجديد إلى العلى ... إلى العلم فامضوا كلكم وتجندوا
أرى غدنا المرجو تُلقى فروضه ... عليكم وآمال الجزائر تعقد
وهذا كتاب فيه تبصرة لكم ... وتوعية مُثلى وقول مسدد
نصوص معانيها ينابيع فُجّرت ... لكم ومبانيها كؤوس تُنضَّد
خذوها وصايامن حكيم مُجرّب ... تمنى عليكم أن تسودوا وترشدوا
وأملى عليكم مُنفِسات من المنى ... كعهد فمن منكم بها يتعهد؛
تمنى عليكم أن تكونوا وعاتها ... وأكفاءها أو لا تكونوا وتوجدوا
وغاب وأبقاها مشاعل حكمة ... فقودوا بها الركبان تهدوا وتهتدوا

بسكرة، 2 ربيع الأول 1390هـ الموافق 7 ماي 1970م.
محمد العيد آل خليفة

الصفحة 40