كتاب أجنحة المكر الثلاثة

عن القيم الحقيقية للأخلاق الفاضلة الكريمة، والكمالات الإنسانية، والمفاهيم الصحيحة للحياة، بدءاً ومعاشاً ومعاداً.
ثم أرسل مدبرو الحروب الصليبية عيونهم إلى البلاد الإسلامية، وبثوا جواسيسهم، ليتحسَّسُوا واقع المسلمين، وليكتشفوا مواطن القوة والضعف لديهم، وليتخذوا لهم من ضمن البلاد الإسلامية أعواناً لهم يوالونهم.

وقد ظفروا من ذلك بنصيب كبير تصيّدوه من أهل الذمّة، ومن الطوائف والفرق المنحرفة، التي كانت قد نشأت في جسم الأمة الإسلامية بأنواع الكيد اليهودي والمجوسي والصليبي، وليحدّدوا لأنفسهم أخيراً الثغرات التي يمكن أن يظفروا بها، إذا جمعوا جموعهم، وأعدّوا عدّتهم، وهيَّئوا قوتهم.

ثم لما سنحت لهم الفرصة ركبت قراصنتهم البحار، ولعاب الأمل بانتزاع الأرض المباركة من أيدي المسلمين يسيل على عرض أشداقهم، وأحلام الظفر بعرش المشرق العربي الإسلامي، وسائر بلاد المسلمين تتراقص لهم، واحتلوا بعض الثغور الإسلامية على حين غِرّة من المسلمين، يرافقها ضعف في قوتهم، وتفرق في صفوفهم.

واستمرت الحروب بينهم وبين المسلمين قرابة قرنين كاملين، هما القرنان

الصفحة 22