كتاب أحوال الرجال - ط الرسالة ت السامرائي

نير ليس فيه من يغمز في الدين قناته ولا يقرع في اتباع السنن صفاته وإن قل ذلك قال الله تعالى { قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث } ولا تصعروا بخدودكم إلى ما يبرق حائد عن هذه الطريقة أو يرعد بفلان وفلان فإنكم إن لزمتموها تحرزوا بها الغاية القصوى التي فيه درك الآخرة والدنيا ولا يغرنكم لوث من أدبر عنها وتولى إعجابا منكم بسرده عليكم الأباطيل التي لا متون لها تنبعث ولا أجنحة لها تقل فإن الطريق نهج والمأخذ مما حذيتموه نحوه قريب واعلموا أن قد استشرفكم النهم وقد شملنا زيغ الفتن واستولت علينا غشوة الحيرة وقارعنا الذل والصغار لما نرى في أنفسنا وفي العامة والخاصة من سخنة العين وما يخاف أن يكون طبع على قلوبنا بالرين وقد اختلط بالأئمة المأمونين من أهل العلم غير المأمونين على دين الله وزاحمنا في صناعتنا معادن الأبن ومن حشو شغاف قلبه على الإسلام والمسلمين الغل والإحن ساعيا في إهلاك عباد الله والإدغال في دين الله واتبع كل امرىء إلا من عصم الله تعالى منهم وقليل ما هم ما سولت له نفسه وزين له الشياطين على ألسنة أشياعها من الإنس من سوء عمله فلا ذائد يذود عن مراتع الهلكة ولا دافع يردع من قدح في زند الفتنة فأورى نار الضلالة ولا ذو شفقة ينبه من غلبت عليه سنة الغفلة ولا ناصح قد شرى نفسه لله والذب عن دينه وسنة نبيه فيسم خرطوم كل ذي بدعة سمة يشيد بها ذكره ويعلن بها أمره ويحتسب في ذلك على الله حسن مثوبته لعل الله برحمته يريح الأمة من زيغه
____________________

الصفحة 212